العرض في الرئيسةفضاء حر

لماذا تم تصفية القائد “ابو اليمامة” ورجاله في معسكر الجلاء ؟؟

يمنات

صلاح القرشي

تعرض معسكر الجلاء بعدن لقصف عنيف بواسطة صاروخ باليستي وطائرات مسيرة حسب ما جاء في بيان وزارة الداخلية هناك اليوم الخميس 1/8/2019.

واضاف البيان ان اكثر من 49 سقطوا قتلى اثناء تنفيذهم عرض عسكري لهم وكان من بين القنلى قائد اللواء الآۆلْ دعم منير اليافعي (ابو اليمامة ) ،

كما اورد البيان مقتل اكثر من 13 شخص في تفجير منفصل بسيارة مفخخة إستهدف قسم شرطة في الشيخ عثمان .

معسكر الجلاء شهد اليوم(تصفية قائد اللواء الاول دعم ورجاله لماذا ؟؟ ولماذا تم سوقهم للمذبحة بدون اي غطاء دفاع جوي ؟ وخاصة و انه قد تم استهداف عرض عسكري في العند بواسطة الطيران المسير قبل العديد من الاشهر وراح ضحية ذلك عددا من كبار ضباط الجيش والاركان بما فيها قائد الاستخبارات وغيرهم ؟

اكدنا في تحليل سابق تناولنا فيه توقيت ودلالات وتداعيات تصريح المستشار السياسي لمحمد بن زايد في تويتر الذي قال “لن يكون هناك يمن واحد بعد اليوم”ز

وقلنا ان هذا التصريح يؤشر الى إنتقال الصراع في اليمن من حرب تحت مبرر “دعم الشرعية الى صرع بيني بين القوى والقيادات المتنافسة على مستوى كل شطر على حدى في الشمال والجنوب .، وماحاصل في عدن اليوم إلا ترجمه لذلك .

من الواضح ان ما حصل في عدن يدخل ضمن هذا الصراع والتصفيات بين القيادات ومراكز القوى التي تهيمن على القوة المكونة من المليشيات والجيوش التي كونتها ودعمتها دول الرباعية العدوانية ، ونتوقع ان يستمر الصراع فيما بينها على النفوذ والحكم، حتى يستطيع طرف من المقدرة على حسم الصراع لصالحه هناك ، ولن يتاتى ذلك بسهولة من معرفتنا بخارطة الجنوب السياسية والعسكرية والاجتماعية والقبلية المتعددة ، والصراعات البينية التي كانت تحدث في الجنوب قبل الوحدة شاهد على ذلك .

تداخل الحوثين في إستهداف معسكر الجلاء يندرج تحت هذا الصراع ودعم طرف على حساب طرف اخر هناك ، ووفق تنسيق مسبق مع مختلف اللاعبين السياسين والعسكرين في الازمة اليمنية ، وهذا يجري وسط تحول في المواقف ، كما شاهدنا في “التقارب الاماراتي الايراني”.

ماحصل اليوم في عدن سيتم استخدامه بطريقة خبيثة و منظمة ومدروسة لخدمة اجندات إنفصالية ، مثل إلقاء تهم التجسس على عاتق المواطنين والعمال الذين ينتمون لشمال الوطن ، وسيزج بهم بطريقة متعمدة لكي يكون هناك مبرر لتنفيذ حملات طرد وتهجير بحقهم ، تمهيدا لتوجهات انفصالية ستقوم هناك.

وبإمكان كل المتابعين مشاهدة الكم الهائل من المنشورات التي بدٱت تنشر بعد هذه الحوادث في وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي (ارفقنا لكم نموذج منها ).

عودة استخدام السيارات المفخخة والعمليات الارهابية يقصد بها من ناحية تصفية الخصوم ، ومن ناحية اخرى القول الى ان مجموعات القاعدة وداعش إستعادات نشاطها وإنتشارها في الجنوب، لتكون مبررا لقوي الاحتلال الاجنبي الامريكية والبريطانية والاماراتية وغيرها من تبيت بقائها وزيادة قواتها المنتشره هناك ،

لان اخواننا في الجنوب ممن تحالفوا مع هذه الدول كانوا “رخاص” في تحالفهم بحيث لم يجبروا هذه الدول على اعطائهم السلاح الثقيل والنوعي وتكوين قيادة موحدة لجيش قوي وموحد هناك ، بحيث تعطيهم المقدرة على حسم الصراع هناك وإقامة ” دولتهم الانفصالية وبالاعتماد على انفسهم وقوتهم “

فهم لن يستطيعوا بهذه القوة الفاقدة للتسليح والتشتت في القوة والقرار والقيادة من إقامة ” دولتهم الانفصاليه ” ، وبالتالي اعتمد ورهانهم في ذلك على قوات الاحتلال الاجنبية ، وبالتالي كان عليهم خلق مبررات وجودها وتدخلها وبقائها في الجنوب.

بعكس ما جرى مع ” الحوثين ” في الشمال ، فالحوثين كانوا حلفاء اذكيا وليس’ رخاص “في تعاملهم مع الخارج ، ونجحوا في إتخاذ طريقة و سياسة ممتازة للتعامل مع ” حلفائهم الخارجين” ، بحيث اجبروهم على الموافقة على السماح لهم من بناء جيش قوي لهم وموحد ، والحصول على شتى انواع الاسلحة الثقيلة والنوعية، كما سعوا الى تطوير قدراتهم الدفاعية والتسلحية بحيث اضحوا يصنعون كل ما يحتاجونه من ذخائر لمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

، وهذه السياسة مكنتهم من الاعتماد على انفسهم ، و في إستعدادهم لحسم المعركة القادمة مع ما تبقى من قوى عسكرية للشرعية وحزب الاصلاح في تعز ومارب والمناطق الوسطى ، وايضا مع القوات التي يقودها العميد طارق صالح في الساحل الغربي ، اذا لم تتزود هذه القوات بمزيد من الاسلحة الثقيلة والنوعية .

اخيرا لا يسع المرء ٱلا ان ينظر ” للحوثيين” بكل إعجاب بعد ان اصبحوا قوة تجاوزت المحلية الى الاقليمية وبحيث اصبحت لهم يدا طولى تضرب اينما تشاء واي هدف يتواجد على طول مساحة البحر الاحمر ، والبحر العربي ،ومعظم محيط شبه الجزيرة العربية ودولها .

صحيح اننا نختلف معهم في توجهاتهم المذهبية والسياسية الداخلية ، ونعارض توجههم الانفصالي ، وطريقة نظرتهم للدولة ووظائفها تجاه الشعب ، وننتقد إنتشار المحسوبية والعنصرية والفساد في مؤسسات سلطتهم ، لكن هذا لايعني إلا ان نسجل اعجابنا بهم في تطوير قدراتهم الدفاعية، ونجاحهم في اجبار حلفائهم ” الخارجين” احترامهم واحترام مطالبهم وسياستهم في الوصول الى تنفيذ مشروعهم .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى